جاء تصميم العملية الانتقالية في السودان لتؤدي إلى – وتتقدم من خلال – انتخابات قومية تثبت نجاح ومصداقية الانتقال السياسي. لكن هذا الأمر ينطوي على مخاطر كبيرة. فقد تتعرض العملية الانتخابية، وخاصة نتائجها، للتشكيك والطعن من قبل أصحاب المصلحة الرئيسيين. وهو تشكيك يجد تربته الخصبة في تاريخ انتخابي إشكالي طويل.

إن إقالة عبد الله حمدوك من منصب رئيس الوزراء في أكتوبر 2021 ، والأحداث اللاحقة، تجعل العملية أكثر تعقيدًا. نشأت تنافسات وتوترات جديدة – ليس فقط بين المدنيين والعسكريين ، ولكن بين مختلف الأشخاص والمنظمات التي تدعي التحدث باسم الشعب وداخل قوات الأمن والميليشيات المتعددة والمتنافسة في السودان. حتى قبل إجراء الانتخابات ، سيخشى البعض النتيجة وقد يشكك في مصداقية العملية. 

يُحدّد هذا التقرير سلسلة من المجالات الرئيسية التي يجب اتخاذ قرارات بخصوصها عند تصميم العملية الانتخابية، وكيفية دعم تلك القرارات. كما يُحدّد الخيارات المختلفة، ويناقش الآثار المترتبة على البدائل الممكنة. لا يقدم هذا التقرير توصيات مباشرة، إذ لا يوجد نموذج وحيد لانتخابات تتسم بالكمال. ففي كل مجال من المجالات التي يطرقها البحث، سيكون لكل قرار مزايا وعيوب. وفي نهاية المطاف، يجب أن تعكس الاختيارات التي يتعين اتخاذها بشأن العملية الانتخابية أولويات وقرارات الجمهور السوداني، وصُنّاع القرار (من حيث التصميم)، واهتمامات المجتمع المدني والشركاء الدوليين (من حيث الدعم).